القصة المذهلة لكاسي كيفز: العيش بنصف عقل
نقدم لكم اليوم قصة حقيقية مفاجئة تتحدى حدود ما نعرفه عن الدماغ البشري وقدرته على التكيف. إنها قصة كهوف كاسي، امرأة شابة من أوكلاهوما تعيش مع زوجها فقط نصف الدماغ الأيمن، بعد أن خضعت لـ استئصال نصف الكرة المخية، وهي عملية جراحية جذرية تتضمن إزالة أحد نصفي الدماغ.
حياة كاسي كيفز: مثال للتغلب على الصعوبات
كاسي تحب سباحة، و إشنركل و غوص. عندما كانت طفلة، كانت مادتها المفضلة في المدرسة، ومن الغريب، الرياضيات. من المثير للدهشة أن كاسي تعيش بنصف دماغ. تبدأ قصتها بسلسلة من النوبات التي بدأت تظهر عليها في سن العاشرة. وفقًا لأمها ريجينا، كانت هذه النوبات شديدة لدرجة أنها وصلت إلى شلها وحتى منعه من الكلام.
بعد سلسلة من التشخيصات، أكد الأطباء أن كاسي كانت تعاني من التهاب الدماغ راسموسن، وهو مرض نادر للغاية يصيب الأطفال دون سن 10 سنوات ويسبب نوبات متكررة. وعلى مدار أربع سنوات، تكثفت الهجمات، ووصلت إلى مستوى 100 حلقة يوميا، مما أدى إلى اتخاذ قرار طبي صارم: الخضوع لعملية استئصال نصف الكرة المخية لكاسي.
ما هو التهاب الدماغ راسموسن؟
La التهاب الدماغ راسموسن إنه مرض التهابي في الدماغ، ورغم ندرته، إلا أنه قد يكون له عواقب مدمرة. يعتقد العلماء أنها مرض المناعة الذاتية حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة خلايا الدماغ الخاصة بالجسم. يؤدي هذا الضرر الذي يلحق بأنسجة المخ إلى حدوث نوبات شديدة وفقدان تدريجي لوظائف المخ في نصف الكرة المخية المصاب.
المرضى الذين يعانون من هذا المرض موجودون الأجسام المضادة التي تهاجم مستقبلات الغلوتامات في الدماغ، مما يؤدي إلى سلسلة من النوبات. تتطلب هذه الظاهرة علاجات قوية، مثل استئصال نصف الكرة المخيةعندما تفشل الأدوية في السيطرة على النوبات.
استئصال نصف الكرة المخية: عملية جراحية متطرفة ولكنها فعالة
La استئصال نصف الكرة المخية هو تدخل جراحي يتمثل في إزالة أو فصل وظيفي لأحد نصفي الكرة المخية. على الرغم من أنه قد يبدو جذريًا، إلا أن هذه الجراحة تتمتع بمعدل نجاح مرتفع، وفي حالات الصرع الشديد مثل كيسي، يمكن أن ينقذ الأرواح. حول 50% يتم إجراء استئصال نصف الكرة المخية للأطفال دون سن 12 عامًا، حيث يكون للدماغ في هذا العمر حجم كبير الليونة، مما يسمح له بالتكيف والاستيلاء على وظائف نصف الكرة المخية الذي تمت إزالته.
بالنسبة لكاسي، كانت الجراحة نقطة تحول. على الرغم من أن العملية الجراحية تركتها في البداية عاجزة عن الكلام وبحركة محدودة في يدها اليمنى، إلا أن الجانب الأيسر من دماغها تولى تدريجيًا بعض الوظائف المفقودة بفضل العلاجات المكثفة. اليوم، تعيش كاسي حياة نشطة، حيث تكمل تعليمها الثانوي وتستمتع بهواياتها المفضلة.
المرونة المذهلة للدماغ البشري
أحد أسباب نجاح استئصال نصف الكرة المخية لدى الشباب هو اللدونة الدماغية، قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات الكبيرة وإعادة التنظيم بعد الإصابة الشديدة. وتكون هذه الظاهرة أكثر قوة في الأعمار المبكرة، وهو ما يفسر كون الآثار الجانبية بعد الجراحة ضئيلة لدى الأطفال.
وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنه حتى في الحالات المتطرفة مثل الأشخاص الذين يعيشون بنصف كرة مخية واحد فقط، الشبكات العصبية يمكنهم إعادة تنظيم والحفاظ على الوظائف الأساسية، مثل اللغة والتفكير المنطقي. بعض الدراسات، مثل تلك التي أجراها معهد كاليفورنيا للتكنولوجياوقد أكد الباحثون أن الأشخاص الذين يخضعون لاستئصال نصف الكرة المخية لديهم اتصالات عصبية أقوى بين المناطق المتبقية.
حالات أخرى مثيرة للدهشة
لم تكن كاسي وحدها التي واجهت هذا النوع من التدخلات. قصة كاميرون موت، وهي فتاة أخرى تم تشخيصها بمرض التهاب الدماغ راسموسن، وهي أيضًا توضح قوة المرونة العصبية. خضعت كاميرون لعملية استئصال نصف الكرة المخية مما سمح لها باستعادة وظائفها وعيش حياة شبه طبيعية. حلمه هو أن يصبح راقصة محترفة.
هناك حالة تسلط الضوء على قدرة الدماغ على التكيف مع الظروف القاسية وهي حالة أحد إسرافيل، الذي فقد جزءًا كبيرًا من دماغه في حادث، لكنه تمكن من استعادة وظائفه الإدراكية الأساسية، على الرغم من أنه اضطر إلى التكيف مع كرسي متحرك.
هل يمكننا أن نعيش بنصف دماغ؟
الجواب هو نعم مدوية. بفضل مرونة الدماغ، يتولى نصف الكرة المتبقي تدريجيا الوظائف التي كان يقوم بها نصف الكرة المزال في السابق. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن العديد من الأشخاص الذين خضعوا لهذه الجراحة لم ينجوا فحسب، بل عاشوا حياة طبيعية وعملية. وهذا يعيد تعريف ما نعرفه عن الدماغ وقدراته التكيفية وقدرته على الصمود.
وتظهر حالة كاسي كيفز أنه حتى في الظروف الصعبة، يمكن للقدرة البشرية على الصمود والتقدم الطبي أن يوفرا حياة كاملة وسعيدة. وتؤكد قصص مثل قصتها على أهمية البحث الطبي والحاجة إلى دعم تطوير علاجات مبتكرة للأمراض العصبية الخطيرة.
تتأمل كاسي تجربتها، وتقول بابتسامة على وجهها: «أشعر أنني بحالة جيدة جدا ، حقا جيد. لم أعد أعاني من نوبات مرضية وأنا سعيد بذلك ".